بلغ فريق كرة القدم الأول بالنادي الأهلي المباراة النهائية لكأس ولي العهد، بعد فوزه على مضيفه الشباب 5ـ3 بركلات الترجيح (انتهت الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل (2ـ2) أمس الأحد على ملعب الملك فهد الدولي.. وبات الأهلي الطرف الأول للمباراة النهائية التي يتوقع أن تلعب الجمعة المقبلة، وهو سينتظر إلى يوم غد لمعرفه الفريق الذي سيقابله فيها، وهو الفائز من مباراة الدور نصف النهائي التي ستجمع الهلال بنجران في الرياض.
واستحق الأهلاويون الفوز لأنهم كانوا الطرف الأكثر حضورا في المباراة، وأدركوا التقدم مبكرا بهدف معتز الموسى (27).. ولم يتأثروا كثيرا بإدراك الشباب التعادل بهدف فيصل السلطان (55) والتقدم بهدف وليد الجيزاني (68).. فنظموا صفوفهم وأدركوا التعادل قبل نهاية المباراة بأربع دقائق بمجهود فردي مميز من البديل عبدالرحيم الجيزاوي.. ونجح الأهلاويون في الفوز بركلات الجزاء الترجيحية.
وكاد الأهلاويون أن يدفعوا غاليا ثمن إخراج مدربهم فارياس لمالك معاذ وحسن الراهب دفعة واحدة.. مما منح الشباب تفوقا ملحوظا لم يكسره سوى هدف الجيزاوي الذي أعادهم للمباراة.
والفوز هو الخامس للأهلي على الشباب في هذه المسابقة بعد أن أقصاه منها أربع مرات من قبل وفي مرتين منها كان الفوز على الشباب هو دافعه للفوز باللقب.. خاصة إذا كان خصمه القادم الهلال.. حدث ذلك في عامي 1998 و2004.
من البداية وضح أن المباراة ستكون سريعة، ولم يظهر تأثر الفريقين بالعناصر التي لم تحضر لأرض الملعب، فحاول الأهلي بلوغ مرمى الشباب عبر اللعب على الأطراف لاستغلال سرعة الراهب ومالك فيما اعتمد أصحاب الأرض على الكرات الطويلة المرسلة للمهاجم الوحيد الجيزاني.. وهو ما ثبت أنه كان سهلا للدفاع الأهلاوي الذي نجح في تحجيم الجيزاني.. وسرعان ما فرض الأهلاويون حضورهم على الملعب.
وتحصل ذوو القمصان البيضاء على أول تهديد للمرمى عندما سدد مارسيلهو الكرة من كرة ثابتة على مشارف منطقة الجزاء (4).. وبعد دقيقتين سدد مارسيلهو الكرة مجددا بشكل مباشر ولكن بين يدي الحارس الشبابي.
واصل الضيوف فرض حضورهم القوي على الوسط.. وسط محاولات شبابية لتجاوز غزال ورفاقه ولكن دون فعالية.
وأهدر الراهب أول الفرص الخطرة في المباراة عندما انفرد بالمرمى الشبابي على الطرف الأيسر ولكنه سدد الكرة بشكل غير متقن لتمر بعيدا عن المرمى الشبابي (20).
ومع مرور الوقت بدأ الشبابيون في التحرك أكثر ومشاطرة ضيوفهم بتهديد المرمى.. ولكن ظلت الخطورة أهلاوية. وحاول الراهب تعويض كرته الضائعة بعد أن تلاعب بالمرحوم قبل أن يخترق منطقة الجزاء الشبابية غير أنه طوح بالكرة فوق العارضة هذه المرة (26).
ولم ينتظر الأهلاويون كثيرا لهز الشباك.. عندما تلاعب مالك بالدفاع الشبابي قبل أن يمرر كرة ذهبية للمتقدم من الخلف معتز الموسى الذي سددها بدوره من اللمسة الأولى ماكرة ساقطة من فوق الحارس وليد عبدالله الذي فشل في التصدي لها لتعانق شباكه.. فشل الدفاع الشبابي في تغطية الموسى الذي كان وحيدا في منطقة الجزاء في وقت لم يكن فيه وليد يقف في المكان المناسب وحتى ارتقائه للتصدي للكرة كان ضعيفا (27).
استنفر الشبابيون في محاولة سريعة لإدراك التعادل، وتقدم الشهيل عبر الطرف الأيمن ولكن ظل الأهلاويون يسجلون الأفضلية حتى وهم متقدمون بهدف السبق.
وكاد معاذ أن يضاعف الغلة بسديدة أرضية قوية تصدى لها وليد. وقاد البرازيلي كماتشو كرة الرد الشبابية بتسديدة مماثلة اخترق قبلها منطقة الجزاء الأهلاوية في أول اختبار حقيقي للحارس الشبابي المعيوف الذي تصدى للكرة (32).
وتدخل المعروف مرة أخرى في توقيت جيد ليحرم الجيزاني الذي كسر حواجز الدفاع الأهلاوي من هز شباكه (36).
ومع آخر ثواني الشوط الأول كاد كماتشو من إدراك التعادل بكرة ثابتة أرسلها على مشارف منطقة الجزاء الخضراء ولكن كرته مرت فوق العارضة بقليل (45+3).
أكثر إثارة
لم ينتظر مدرب الشباب باتشيكو كثيرا للزج بدماء جديدة، فزج مع مطلع الشوط الثاني بفيصل السلطان بدلا من السعران. وفي أول كرة للبديل اخترق منطقة الجزاء الأهلاوية ببراعة قبل أن يسدد كرة قوية تصدى لها المعيوف ببراعة قبل أن يكمل وليد عبدربه إبعادها (46).
كثف الشبابيون من اندفاعهم لتهديد شباك المعيوف، وظهر أن دفاع الأهلي سيتحمل عبء المباراة، وسدد أحمد عطيف كرة قوية من خارج منطقة الجزاء اتجهت مباشرة بين يدي الحارس الأهلاوي (49).
سيطر الشباب أكثر على الوسط وبدا أفضل حالا مما كان عليه في الشوط الأول، وكاد الشهيل أن يهز الشباك عندما ارتمى على عرضية كماتشو ليسددها برأسه في قلب منطقة الجزاء بيد أن كرته ضلت طريقها للمرمى (51).
واصل الأهلاويون اعتمادهم على الأطراف، وتألق مالك في تجاوز الكويتي ندا والمولد بلمسة واحدة، ولكن تدخل المرحوم الصارم حول كرته إلى ركنية ومنها عادت الكرة لمارسيلهو الذي لعبها عرضية متقنة على رأس الراهب الذي سدها بدوره فوق العارضة (55).
لم ينتظر الشبابيون كثيرا لإدراك التعادل عندما انفرد السلطان البديل بالحارس الأهلاوي متجاوزا إياه قبل أن يرسل الكرة إلى الشباك من زاوية ضيقة.. غفلة دفاعية أهلاوية وخروج غير مدروس من المعيوف الذي زلت قدمه وسقط أمام المهاجم الشبابي.. أخطاء كانت كافية لعودة الشباب إلى المباراة (56).
سرعان مازج مدرب الأهلي فارياس بعبدالرحيم جيزاوي وياسر السفري بدل الراهب ومالك معاذ (58).
ألقى هذا التغيير علامات استفاهم على محيا الجماهير الأهلاوية، فالراهب كان مصدر إزعاج كبير للدفاع الشبابي وكان أبرز اللاعبين الأهلاويين في المباراة وهو صاحب تمريرة هدف الضيوف.
وبدلا من أن ينتعش الأهلي بعد هذين التغييرين السريعين استلم الشبابيون زمام المباراة، ومرر كماتشو كرة سريعة على الطرف الأيمن للسلطان الذي أطلق ساقيه للريح ويخترق منطقة الجزاء قبل أن يمرر كرة ذهبية للجيزاني الذي اندفع من بين المدافعين وحول الكرة إلى شباك المعيوف.. كرة سريعة فشل الدفاع الأهلاوي في تغطية المهاجم الشبابي الوحيد.. في ظل غياب لاعبي المحور (68).
ورمى فارياس بآخر أوراقه بإشراكه محمد السفري بدلا من منصور الحربي.. مهاجم بدلا من ظهير أيسر.
وفي أول ظهور له سدد السفري كرة قوية من خارج منطقة الجزاء تصدى لها عبدالله بصعوبة (77).
نشط الأهلاويون وحاولوا إدراك التعادل قبل فوات الأوان.. وهو ماتحصلوا عليه قبل نهاية المباراة بأربع دقائق، عندما نجح البديل الجيزاوي في إعادة المباراة إلى نقطة البداية بهدف جاء من مجهود شخصي رهيب.. بعد أن انطلق بسرعة مخترقا الدفاع الشبابي ومتلاعبا بندا والمرحوم والمولد قبل أن يواجه وليد ويسدد كرة قوية في حلق المرمى الشبابي.. هدفا يتحمله الدفاع الشبابي بكامله، فهم سمحوا للجيزاوي باختراق منطقتهم والتقدم بالكرة لأكثر من عشرين مترا، فيما كان يجب على وليد الخروج لتضييق الخناق عليه ولكنه بقي في مرماه وفشل في رد الكرة القوية (86).
أشواط الحسم
أبعد مدرب الشباب كماتشو المهاجم وليد الجيزاني وعوضه بعلي عطيف في مطلع الشوط الإضافي الأول، وكان قبل نهاية الشوط الثاني أبعد عبدالله الأسطا وزج بدلا منه ببدر الحقباني.
كثف الفريقان من حذرهما الدفاعي.. وساهمت التغييرات التي أجراها المدربان في زيادة صعوبة أدوار المهاجمين.. وخلى الشوط الإضافي الأول من الكرات الخطرة.. فيما كان الشوط الثاني أفضل وحركت تسديدة
السلطان المباغتة المياه الراكدة ولكنها ارتدت من العارضة الأهلاوية (107).. وبعدها بدقيقة اخترق أحمد عطيف منطقة الجزاء الأهلاوية قبل أن يسدد بقوة إلى جوار القائم (108)
تراجع أداء الأهلاويين في وقت نشط فيه الشبابيون على الأطراف.. مستفيدين من سرعة السلطان الذي كان دخوله نقطة تحول في هجوم فريقه.
ووسط محاولات الشباب لإنهاء المباراة قبل اللجوء لركلات الجزاء الترجيحية مني أصحاب الأرض بضربة موجعة عندما أشهر الحكم الروماني دان تودور البطاقة الحمراء في وجه المرحوم لنيلة البطاقة الصفراء الثانية.. ولم يستفد الأهلاويون كثيرا من النقص الشبابي لإنهاء الوقت.. واضطرار الفريقان للجوء إلى الركلات الترجيحية لفض الاشتباك.
وفيها انتزع الأهلاويون الفوز بعد أن سجل محمد السفري ومعتز الموسى وأحمد مبارك (كانو) فيما كان مارسيلهو وياسر الفهمي أضاعا ركلتي جزاء.
بينما أهدر من الشباب كماتشو وأحمد عطيف وبدر الحقباني ولم يسجل سوى علي عطيف، ليطير الأهلي إلى المباراة النهائية ليقابل الفائز من مباراة الدور نصف النهائي الثانية غدا الإثنين التي ستجمع الهلال بنجران على ذات ملعب مباراة الأمس.